»نشرت فى : الخميس، 21 مايو 2015»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

الحلقه الاولى من مسلسل (الحب الغامض)

الحلقة الاولي تتسلل اشاعة الشمس الدافئة عبر الستائر الحريرية الي غرفة نوم تنم عن ذوق صاحبتها الرقيق , فتاة جميلة تتوسط فراشها , ترمش بعينها عدة مرات قبل ان تفتحهما بتثاقل ليطل منهما لون العسل الصافي , تنهض بكسل من الفراش و تقف امام المرآة تمشط شعرها الكستنائي الطويل ثم تتجه نحو الستائر الحريرية فتزيحها و تفتح الشرفة , فيلفح الهواء بشرة وجهها البيضاء المحمرة التي تحمل بعض النمش الخفيف الذي زادها جمالا
كم تبدو رقيقة و هادئة و هي تقف شاردة في الشرفة و الهواء يجعل خصلات شعرها الحريري يتطاير
ملامحها تحمل طابع جمال مميز , مزيج بين الانوثة و البراءة
تشبة الي حد كبير جدتها السورية , فجدها مصري و جدتها سورية الاصل كل بناتها تشبهها الي حد كبير و منهم سمية والده آسيا
تفق من شرودها , تخرج من الشرفة و تغلقها خلفها و تترك الستائر مفتوحة
تفتح باب غرفتها و تتوجة نحو المطبخ حيث توجد والدتها الحبيبة
تعد طعام الغذاء كعادتها
ما ان رأتها حتي ابتسمت قائله
سمية : كل ده نوم يا ست آسيا ؟؟!
آسيا : (بعد ان طبعت قبلة خاطفة علي وجنة والدتها)
- معلش يا ماما اصلي نمت امبارح مـتأخر اوي , كان في رواية بقراها و مقدرتش انام قبل ما اخلصها
سمية : يااااادي الروايات اللي هتجننك دي
آسيا : يا ماما اعمل ايه بس ؟!! ما هي الحاجة الوحيدة للي بتسليني و انا قاعدة 24 ساعة في البيت كده
سمية : و قاعدة ليه ؟؟ ما تخرجي مع اصحابك , كلمي شروق و اخرجوا
آسيا : هنخرج كل يووم يعني ؟!! هنروح فين حتي زهقت من كل الاماكن اللي بتتراح , النادي , مول , سينما
سمية : اصبري شوية و هنسافر المصيف مع خالتك نغير جو
آسيا : و انتي كده بتبسطيني يعني ؟!! و معتز بقي يفضل لازق لي طول السفرية بقي
سمية : انا مش عارفة انتي بتعاملي ابن خالتك كده ليه ؟! ده بيحبك من صغركم
آسيا : و انا مش بحبه !!! حاولت افهمه كده مية مرة و اخر مرة قولتها له في وشة اني بعتبره زي اخويا و برضة مفيش فايدة !! و بعدين انا مش عاوزه اسافر اصلا , انا عاوزة حاجة تانية
سمية : تااني يا آسيا ؟!! مش هنخلص من موضوع الشغل ده بقي ؟!!
آسيا : تاني و تالت و عاشر , انا نفسي افهم بس بابا ليه معترض ؟!!! ما هو انا متعبتش كل ده لحد ما اتخرجت عشان اقعد في البيت !!
سمية : انتي عارفة ابوكي بيخاف عليكي قد ايه
آسيا : خايف عليه من ايييه بس هو انا هروح اشتغل في افغانستان ؟!! دي الشركة قريبة من البيت حتي
سمية : احوال البلد مبقتش تطمن خالص و الدنيا مبقاش فيها امان و مش هنعيدة تاني يا آسيا و متفاتحيش ابوكي في الموضوع ده انتي عارفة صحته مبقتش مستحمله زعل ولا عصبية
آسيا : انا بقيت بفكر اكلم عمر يقنع بابا بموضوع الشغل ده
سمية : اووووعي , هتدخلي اخوكي في مشاكل و ابوكي مش هيوافق بردو و هتتعبيه
آسيا : اوووووووووووف , ماشي يا ماما
سمية : رايحة فين ؟؟؟؟؟
آسيا : هكلم شروق
سمية بصوت خافت : ربنا يهديكي يا بنتي و يحفظك من كل شر
--------------------------------------------------------------
تدخل الي حجرتها و تغلق الباب علي نفسها , تشعر بالاختناق !! نعم والدها يخاف عليها و هي تقدر ذلك لكن ليس الي هذة الدرجة !! طموحها كان اكبر بكثير من مجرد مكوثها في البيت و قرائة الروايات و تصفح الفيس بوك
تشعر بالملل , تشعر ان ليس لحياتها قيمة , حياتها تسير في رتابة خانقة , لا جديد , لا جديد اطلاقا !!
كانت آسيا رومانسية الي حد كبير و عقلانية الي حد اكبر , لا تفكر مثل باقي الفتيات الساذجات , في العريس الاكثر وسامة و في المركز الاجتماعي المرموق و في المستوي المادي الاعلي
فهي تبحثت عن الحب , الحب فقط
الحب و احساس الامان مع من تحب , احساس انك تملك الدنيا بأسرها الذي طالما قرأت عنه في الروايات و لم تشعرة به قط
احساس ان شخص ما هو نصفك الاخر , يشعر بك , يفهمك , يقدرك , يحترمك و قبل كل ذلك يحبك !!
تلك الماديات لا تعنيها اطلاقا ، و الوسامة مقياسها الوحيد في نظرها هي الحب !
فإن كنت حقا تحب من امامك ستراه اجمل من خلق الخالق !
تؤمن بأن الله يوزع الارزاق في وقتها , لا تتعجل , لا تتذمر و تشكو من فلانة التي خطبت و فلانة التي تزوجت
تعلم ان الله يوما ما سوف يرزقها بما تتمني فقط الصبر تلك هي ثقتها بربها
انطوائية الي حد ما , تفضل العزلة في احيان كتيرة , تعشق الهدوء
و النيل .. النيل هو صديقها المفضل
يشبهها كثيرا في هدوءه , تجد راحتها في المكوث امامه و النظر اليه
طالما احبت النيل و كرهت البحر الاهوج , تخشاه كثيرا
خائن , قاسي , غدار ! في لحظة واحده يثور و يبتلع كل ما حوله
تتذكر جيدا تلك الحادثة المشؤمة كأنها حدثت ليله امس ,
عندما كانت في السادسة من عمرها ذهبت مع اسرتها الي شاطئ البحر في الاسكندرية و رأت تلك الفتاه المسكينة حين كانت تسبح و اتت تلك الدوامة اللعينة و سحبتها داخلها و ابتلعتها و لم تلفظها الا و هي جثه هامده !
رغم صغر سنها الا انها تتذكر تلك الحادثة جيدا و تتذكر كل تفاصيلها , و من يومها و آسيا تكره البحر و تخشاه
لها صديقة واحدة و هي شروق
صديقة الطفولة , مروا بجميع المراحل الدراسية سويا و افترقا عند الجامعة
فشروق تخرجت من كلية الحقوق و آسيا تخرجت من كلية الاداب شعبة لغة انجليزية
طموحها بسيط , ان تعمل كمترجمة في الشركة القريبة من منزلها و ان تجد نصفها الاخر
هل ما تتمناه كبيرا الي هذا الحد ؟!ّ
لها شقيق واحد اسمه عمر , اكبر منها بعشرة اعوام كاملة
متزوج و يعيش في المانيا منذ ما يقرب الثلاث سنوات , لدية من البنات اثنان , توأمان عمرهم لم يتعدي الخمس سنوات
"تارا و تمارا"
طالما تذمرت امه من تلك الاسماء الصعبة التي لا تستطيع حفظها حتي الآن
و كان عمر يرد عليها ضاحكا
" يعني آسيا هو اللي سهل و متداول اوي ؟! , ده أنتم عقدتوا البنت من صغرها لازم تقول اسمها 3 مرات عشان اللي قدامها يستوعب الكلمة !! "
اخيها الحبيب رغم السفر و المسافات الي انه يحادثها بأسمرار , صديقها المقرب , دائما تستشيرة في كل الامور التي تخصها , الا موضوع العمل , تخاف ان يحدث خلاف بينه و بين والدها لأنها تعلم ان عمر سوف يقتنع تماما بفكرة عملها
حاولت كثيرا معه و حاولت اقناع والدتها بأقناعه لكن الامر بدا
( علي هواها !!)
فالست سمية مثل باقي الامهات التي تقلق علي بناتها و تفضل مكوثهم في المنزل الي ان يأتي " ابن الحلال " و يصطحبها معه الي منزله سالمه !
تنهدت بحزن و امسكت بهاتفها و طلبت رقم شروق , ثواني و اتاها الرد
--------------------------------------------------------------
شروق : يا صباح الفل
آسيا : صباح النور يا شوشو , عامله ايه ؟؟؟
شروق : الحمدلله تماام , انتي عامله ايه ؟؟؟
آسيا : عادي , زي كل يوم
شروق : مالك يا ست امينة ؟؟؟
آسيا : لا امينة ولا حاجة , بقول لك ايه .. تعالي لي البيت , عاوزة اتكلم معاكي شوية , مخنوقة و زهقانة
شروق : و عشان مخنوقة و زهقانة عاوزانا نقعد في البيت ؟! ما تيجي نخرج
آسيا : لا مش عاوزة
شروق : ليه يا بنتي بس ؟! ده انا عرفت حته كافية تحفة في المعادي علي النيل , هيعجبك اووي انا متأكدة
يلا يلا بلاش كأبة هعدي عليكي الساعة 5 تكوني لابسة و جاهزة
آسيا : طيب متتأخريش انتي عارفة بابا
شروق : لا متخافيش مش هتأخر و هنرجع بدري
اغلقت الهاتف مع صديقتها و ساعدت امها في اعداد الطعام الي ان اتي والدها من زيارته الي شقيقة المريض و التفوا جميعا حول مائدة الطعام
--------------------------------------------------------------
سمية : محمود عامل ايه دلوقتي يا صلاح ؟؟؟
صلاح : احسن كتير الحمدلله
سمية : الحمدلله
صلاح : مالك يا آسيا .. مش بتاكلي ليه ؟؟؟
آسيا : لا ابدا باكل اهو
صمتت قليلا ثم استدركت
بابا شروق هتعدي عليا الساعة 5 , هنخرج شوية
صلاح : هتروحوا فين ؟؟
آسيا : كافية كده علي النيل في المعادي
صلاح : طيب يا حبيبتي خدوا بالكوا من نفسكوا و متتأخروش
انهت طعامها مع اسرتها الصغيرة و دلفت الي حجرتها و ارتدت ملابسها و اطلقت لشعرها الحريري العنان ووضعت بعض ادوات التجميل البسيطة , فقط كحل و ملمع شفاة
بدت جميلة برقتها , سمعت صوت رنين هاتفها علمت ان شروق بالاسفل
ودعت والدتها و الدها الذي امطرها بالوصايا و التحذيرات كعادتة قبل ان تغادر المنزل
هبطت الدرج و استقلت السيارة بجانب صديقتها
--------------------------------------------------------------
شروق : يا هلا يا هلا , كل ده يا بنتي عشان تنزلي ؟! ما انتي قولتي لي انك جاهزة علي الواتس
آسيا بضيق : كنت بستمع للوصايا ال 50 بتوع بابا قبل ما انزل
شروق : مممممممممم يبقي انا عرفت ايه اللي مضايقك
ظلوا صامتين الي ان وصلوا الكافية
كان رائعا بالفعل , يطل علي النيل مباشرة
النيل عشق آسيا و تتمني في يوم من الايام ان تسكن في شقة تطل علي النيل مباشرة
بعد ان جلسوا علي احدي الطاولات و طلبوا المشروبات من النادل
شروق : موضوع الشغل بردو ؟؟
آسيا : مش الشغل بس
شروق : امال ايه ؟؟
آسيا : حاسه ان حياتي ملهاش معني ملهاش هدف , الدنيا بتتحرك من حوليا و انا واقفة مكاني , مفيش في حياتي اي جديد
بابا بيعاملني اني طفلة , انا مقدرة خوفه و قلقه عليا بس بجد زهقت من الطريقة دي
نفسي اشتغل عشان احس اني بعمل حاجة في حياتي , بشتغل و بخرج , بشوف ناس جديدة , بتعامل مع ناس مختلفة
لكن انا مبشوفش غيرك انتي و بابا و ماما
شروق : و مالنا بقي ؟! مش عاجبينك ؟؟؟
آسيا : لا زهقت منكوا الصراحة
شروق ضاحكة : يخربيت صراحتك
آسيا بمزاح : اضحك عليكي و اغشك يعني
ثم استطردت بحزن
بجد يا شروق نفسي اتعامل مع بشر جديدة زهقت من كل حاااجة في حياتي
ظلت تتحدث مع صديقتها قرابه الساعتان , الي ان شعرت براحة نسبية , فدائما ما ترتاح في حديثها مع شروق
عادت ادراجها الي منزلها
تناولت العشاء مع والدها و والدتها و هاتفها شقيقها من اجل الاطمئنان عليها
--------------------------------------------------------------
في جوف الليل , دائما ما تشعر بالوحدة , فتلجأ الي الفيس بوك من اجل التواصل مع اصدقائها
فتحت اللاب توب و جلست به فوق فراشها
ظلت قرايه النصف ساعة تتحدت عبر " الشات " مع شروق و بعض اصدقائها من الجامعة
الي ان وصلتها رسالة من شخص غير متواجد بقائمة الاصدقاء عندها
مكتوب بها ..
" ممكن اتكلم معاكي شوية ؟ ارجوكي اوعي ترفضي او مترديش عليا , صدقيني مش هضايقك خالص , بس انا محتاج اتكلم معاكي ارجوكي " ....

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus

الابتسامات

0102030405060708091011121314151617181920212223242526272829303132333435363738394041424344

design by : bloggerinarab, powered by : bloggar
كافة الحقوق محفوظة لموقع MiX STAR 2014 - 2015